تسارعت وثيرة الأحداث على أرض ليبيا الحبيبة ولم يعد بالإمكان ملاحقتها والتعليق عليها وإصدار البيانات بشأنها فقد أتسع الخرق على الراقع.
وها هي النقابة العامة للمحامين ترقب الاحداث بعين الرقيب الذي يضع يده على قلبه خوفا وألماً وأملاً, وها نحن نتلقى الإخبار المفجعة والأنباء المؤلمة نشاهدها تتراقص إمامنا عبر الفضائيات, كأشباح تأبى إلا ان تنغص علينا بهجتنا باجتثاث جذور الظلم والطغيان فمنذ زمن وأخبار اغتيالات رجالات القضاء والمحامين والجيش والأمن والصحافيين تقرع إسماعنا فتذوب أكبادنا وتدمى قلوبنا فإلى متى وطيور الظلام ودعاة الفوضى تعيث في الارض الفساد, والى متى ونحن صامتون نرقب ونشجب وندين وندين ونستنكر, فبالأمس القريب غيب الثرى كوكبة من رجالات ليبيا العظام فقد امتدت لهم يد الغدر والخيانة, وكان آخرهم الشهيد مفتاح شقيم الخفيفي القاضي المتقاعد والمحامي المناضل, والذي صدح بكلمة الحق فاغتالته الأيادي الآثمة فالتحق بالرفيق الاعلى لينضم لقافلة شهداء الوطن.
و لا زالت اخبار السوء وأنباء الفواجع تصلنا وتقرع إسماعنا لتقض مضاجعنا وها نحن نستقبل نبأ اختطاف إحدى زميلاتنا المحامية والأستاذة / حميدة الهادي الأصفر تتعرض للخطف على أيدي مجهولين ولا ندري عن مصيرها شئ فقلوبنا تنفطر خزناَ وأكبادنا تتقطع كمدا على ما آل إليه حال البلاد والعباد فلا نملك أن نقول لله المشتكي وله الأمر من قبل ومن بعد.
وهاهم الأشقاء في الزاوية وورشفانة يتقاتلون وقد نصب إبليس بينهم رايته وأوقد فيهم ناره, وجلب عليهم بخيله ورجله, فسالت دماء وتساقط قتلى وحكومتنا الرشيدة تتلوا بيانات الاستنكار والشجب وتلتحف بالمعاذير وتتدثر بالأعذار ونحن قد سئمنا كل هذا وذاك.
والنقابة العامة للمحامين إزاء ما حدث ويحدث فإنها تضع الحكومة المؤقتة والمؤتمر الوطني العام إمام مسئولياتهما وتحذر من مغبة التهاون والتكاسل وإعطاء العهود والوعود فقد شبعنا وعودا حتى ادركتنا التخمة ونذكر بأن معظم النار من مستصغر الشرر…. اللهم إنا قد بلغنا اللهم فاشهد…… المجد لله والخلود لشهداء الوطن .
صدر بتاريخ:25.8.2013
النقابة العامة للمحامين