••( رمزٌ أم كاتب المحطات )••
اسم على مسمىٰ، كلمة تُقال عن ما تَعارف من الأفعال إن طابقت الصفات، فعجبًا لغلام عُرف بالكمال في خدمة البلاد.
( كامل حسن المقهور )
إبن لمحلة الظهرة للمدينة الحسناء أطرابلس عروس الأقليم الغربي، ولد بما يقارب عام 1935م لتاجر ميسور الحال، تلقى تعليمه بدايةً بمدارس هذه المدينة حتى خطَّت رحال محطاته القاهرة الشرقية، لينال ليسانس الحقوق من جامعتها قُبيل سفره لفرنسا بدورة دراسية لكنه أدرك حين ذاك حاجة الوطن لقامات يُبنى بها فعاد إليه بِنصيحة النفس و الأستاذ.
عرفه المعلمين مُنذ وصوله مِصر العربية بنبوغه الأدبي فكان جامعًا لتراث المشرق بخليط مغربي عربي فريد، وشَرَع بدعمهم للكتابة ليغدو أديبًا لا يضاهيه أديب، لكننا لا نغفل البته عن توجهه اليساري مدافعًا عن المساجين بقضايا البعث و القومية العربية اِبان عهد يستحق التعقيب، ولم يكتفي حتى بقيام الإنقلاب أم ثورة الفاتح ذروة ذاك بل دافع عن رجال عهد ولى لقبوه باليساري .
تولى من المناصب ماهو بعديد لعلَّ أهمها عمله كـ وزير الخارجية الليبية بالعهد الثامن للقرن المُنصرم، عقب عمله كـأمين للنفط الليبي، ولا ننسَ من القضايا قضية حرب ليبيا و تشاد، فقد كان رئيس اللجنة المدافعة عن ليبيا التي أنهت شعلة الحرب و أوقفت فيض الدماء، وختامًا أنهى حياته المهنية بقضية لوكربي الشهيرة برئاسة الوفد القانوني المفاوض لدىٰ الأمم المتحدة لحل تلك الأزمة، ثم تولىٰ رئاسة الفريق القانوني في الدعوىٰ أمام المحكمة الاسكتلندية في لاهاي ..
وما بين كل ذلك نُوجز عناوين محاطته التي إختار لها كلمة “محطات” حينما شَرَع بِكتابة سيرته الشبه ذاتية بقول (في عام 1995م تعترف بلدية طرابلس بأنني بلغت الستين) ، ستين عامٍ كتبها بثلاث مئة و إثنتين و ثلاثين ورقةً فيها مُختلف الأحاسيس من محبة و حزن و عظمة تجسّدت بشخص جاهد في سبيل البلاد ليُصبح اسم خُلد بين صفحات التاريخ نرويه للأجيال، وختام كل قصة بوفاة البطل بعد ما يقارب السبع أعوام من بلُوغه الستين توقفت سكك قطاره بآخر محطة من محطات الحياة في إيطاليا بتاريخ الرابع من يناير لعام 2002م عائدًا لمحطته الأولىٰ ليُدفن بمسقط رأسه محلة الظهرة، رحمه الله و اسكنه فسيح جناته..
• من أعماله ومناصبه:
– محام و مستشار بمحكمة الإستئناف و المحكمة العليا الليبية.
– ممثل ليبيا بعدة أماكن عالمية لعل أهمها ممثل ليبيا الدائم بالأمم المتحدة حتى عُرف عنه مشاركته الفعالة لتبني الأمم المتحدة للغة العربية من بين لغاتها الأساسية.
– وكذلك ترأس وفد الجمهورية الليبية بمؤتمر الأمم المتحدة لملف تأسيس محكمة الجنايات الدولية في روما.
– وكيل ليبيا بقضية الجرف القاري أمام محكمة العدل الدولية بخصوص النزاع مع تونس.
– أول سفير لسفارة ليبيا بالصين و سفير لدولة فرنسا .
– وسم بوسام العمل الصالح عام 1978م تقديرًا لأعماله لصالح البلاد.
– وزير لوزارة الخارجية، و أمين النفط الليبي.
– الأمين العام المساعد للإتحاد العربي الافريقي.
– رئيس و عضو لعدة لجان لعلّ منها.. لجنة المنازعات النفطية، وضع الحدود مع الجزائر، دعوىٰ الخلاف الترابي بين ليبيا و تشاد، عضو لجنة تعديل القوانين فيما يتوافق مع الشريعة، مُمثل ليبيا في مؤتمر دول عدم الإنحياز، رئيس اللجنة القانونية بقضية لوكربي، فكان خير من يمثل للإنجاز.
– من مؤلفاته الأشهر ( محطات، 14 قصة من مدينتي، الأمس المشنوق، هيمنة القرون الأربع، حكايات من المدينة البيضاء، عن الثقافة و هموم الناس، يا سمي صبي المي، قصص).
وختامًا أقول ان السيد كامل المقهور، ماكان سوى شخص عابر بتاريخنا ، و إنما رجل ذو أثر يستعصي علينا تجاهله بصدق المنايا و العزم حتى الوصول ، مخلصًا كل الإخلاص لبلادنا ،وعليه تبكي العيون ، رحمه الله وتغمده بواسع الرحمة و المغفرة..
———[ قامات القانون ]———
كتابة و إعداد : ميار صلاح الدين.
١١٩
الأشخاص الذين تم الوصول إليهم
٣
التفاعلات
ترويج المنشور
<img class="j1lvzwm4" src="data:;base64, ” width=”18″ height=”18″ />
<img class="j1lvzwm4" src="data:;base64, ” width=”18″ height=”18″ />
٢٢