••( منصور غير ابن عباس )••
فما أدراكم ماهي بغداد ؟
هي مابناها ابن عباس بتأسيسه خلافة العباسيين ، لتغدو حين بعد حين نواة العلمِ و منارة لكل فقيه ، متدفقة من أوج حضارة لم تُفنى ، مزدهرة بعربية قحّة صافيةً ، فيها تغزل كل شاعر وكأنها منى اللغةِ .
سبيل المرء قادهُ لترابها و بعليل هوائها خُلدت اسم أبي جعفرِ .
وحديثنا عن ( د.أبوجعفر المنصوري ) فما كان عن خليفة له السلطان بل عن منصور غير ابن عباس ، عرفت له الطيبة و التفهم و الوجه الحنون ، إلا أنه تشابه بالخليفة القديم بالجد و التشدد في أمور التسيير .
كان ” أبوجعفر ” ابن لجنزور الساحلية ابان الثاني و الستين من قررنا الماضي ، تلقى تعليمه الجامعي بجامعة بنغازي لينال ليسانس الحقوق ، قُبيل سفره لاستكمال الدراسة و التحضير ، فتحصل بعد ذلك على الماجستير من جامعة الحسن الثاني القابعة في الدار البيضاء ، و لم يكتفي بل سار بخطوات ثابتة نحو الهدف ليتحصل على الدكتوراة بتقدير مشرف جدًا مع نشر الأطروحة حين ذاك على حساب الجامعة بعنوان ” فكرة النظام العام في القانون و الفقه مع التطبيقات القضائية ” .
و مزيدًا من العلم الذي كرسه للاجيال نُشرت للدكتور أبوجعفر عدة بحوث بمختلف المواضيع المتعلقة بالمجال ، كما كان و قد أشتغل بجهاز القضاء قرابة 22 سنة ، قبل انتقاله الى الجامعة بعد تحصله على شهادة الدكتوراه ، وبصلب ذاك شُهد له الحزم و الدقة و التفاني ، خاصة حينما شغل منصب عمادة ” كلية القانون – جامعة طرابلس ” قبل أعوام فما عُرف غير بكونه أول من يأتي قبل الجميع ، لا يغفل البته عن أي تفصيل فهو كالأب أكثر من الأستاذ ، وعرفت آنه الكلية النظام والتقدم والمتابعة بشهادة الجميع .
عرفته مشجعًا ومتحيزًا للشباب على كافة المستويات ، كيف لا؟
وهو صاحب مقولة ” اتمنى ان يكون طلابي افضل مني فقها وعلما “
و من تلك الأعمال التي شغلها :
– نال زكاة اساتذة و علماء أفاضل أمثال ( د.الكوني اعبود ، د.سعيد الجليدي ، ود.عبدالحيظ ديكنة ) ليُقبل كاستاذ بقسم القانون الخاص لكلية القانون جامعة طرابلس .
– تدرج في الحصول على درجاته العلمية بشكل منتظم وقريبا سنراه بدرجة استاذ .
– متخصص بالقانون الخاص ، تخصص التدقيق و قانون المرافعات .
– عميد كلية القانون جامعة طرابلس مابين عام 2008 – 2011 ميلادي .
– منسق فرع كلية القانون – النجيلة .
– وكيل نيابة طرابلس .
– قاضي بدرجة رئيس محكمة في محكمة طرابلس .
– مستشار قانوني بإدارة التسجيل العقاري .
– استاذ لطلاب الدراسات العليا ومشرف ومناقش على رسائل الماجستير في كليتنا الحبيبة – و الأكاديميمة الليبية جنزور .
– أستاذ متعاون و معلم لطلابه بكلية ( صرمان ، الزاوية ، ترهونة ، سوق الأحد سابقًا ) .
– مشارك بعدة مؤتمرات لعل منها :
1.المؤتمر الدولي حول التنظيم القضائي بدول اتحاد المغرب العربي – كلية الحقوق جامعة الإسكندرية .
2. المؤتمر الدولي حول جرائم الكيان الصهيوني – بجامعة حلب سوريا .
3. شارك في لجان علمية لتقييم الإنتاج العلمي للأساتذة في جامعات ( مصراته ، الزاوية ، عمر المختار ، اجدابيا ) .
4. منظم لعدة أنشطة بالكلية وخارجها ، كالتكاريم ومحاضرات التوعية .
5. مشارك بورشة عمل كات و أقامها برنامج الأمم المتحدة بمعهد القضاء .
وبالختام أستهل بقول ان العلم ليس مكان للهزال و التهريج ، بل هو ما يتطلب الجد و الإجتهاد و لربما بعض القسوة إن حال الأمر بالمحال ، كل ذلك تجسد بـ د.أبوجعفر المنصوري حفظه الله و أدامه للبلاد
———[ قامات القانون ]———
كتابة و إعداد : ميار صلاح الدين.