اختتمت صباح الخميس 1 نوفمبر 2018م، بقاعة التدريب بإدارة الموارد البشرية بجهاز الشرطة القضائية فعاليات الدورة التدريبية لإعداد مدربين لجهاز الشرطة القضائية، حيث تواصلت الدورة على مدى أسبوعين برعاية بعثة الاتحاد الأوروبي للدعم في ليبيا ( يوبام ) وشركة كروان إيجن بإشراف جهاز الشرطة القضائية حيث أقيم حفل اختتام حضره السادة رئيس جهاز الشرطة القضائية، ومدير إدارة العلاقات العامة والتعاون بوزارة العدل، وممثل عن بعثة الاتحاد الأوروبي (يوبام ) وعدد من ضباط وضباط الصف بجهاز الشرطة القضائية.
استهدفت هذه الدورة عدد 27 متدرباً التحق منهم 21 متدرباً بينما اجتازها بنجاح 19 متدرباً، تلقى خلالها المشاركون جملة من المحاضرات تتعلق باكتساب المهارات التي من شأنها أن تسهم في تكوين كوادر مختصة، وإتباع القواعد الدولية في معاملة السجناء التي تعرف بقواعد ( مانديلا )، كما تلقوا خلالها الأسس والمبادئ القانونية في إدارة مؤسسات الإصلاح والتأهيل واحترام حقوق النزلاء. وألقى السيد مدير إدارة العلاقات العامة والتعاون بوزارة العدل كلمة فى حفل الاختتام أكد فيها أن « الوزارة وضعت نصب أعينها العمل على احترام حقوق الإنسان وضمان التزام جميع الجهات التابعة لها بهذه الحقوق « ، منوهاً إلى أن جهاز الشرطة القضائية يلعب دوراً أساسياً في ضمان احترام هذه الحقوق، وان وزارة العدل تولي اهتماماً واسعاً بتدريب العاملين بالشرطة القضائية، وأشاد في كلمته بدور بعثة اليوبام في ليبيا من خلال تقديم هذا النوع من الدعم الفني المتواصل بتأهيل وتدريب الشرطة القضائية.
كما ألقيت خلال الحفل عدة كلمات أثنى في مجملها الحاضرون على كل من ساهم في إنجاح هذه الدورة ووزعت الشهائد على المشاركين المتدربين والقائمين عليها.
كان لصحيفة العدالة وقفة مع المدربة الدكتورة فايزة الباشا أستاذة القانون الجنائي ورئيس قسم القانون بجامعة طرابلس متحدثة :
إن المحاضرات التدريبية التي ألقيت استخدم فيها المنهج التدريبي الذي يعتمد على الذهن والعمل الجماعي والمناقشة . أي أن الأمر لا ينحصر في إلقاء محاضرات فقط بل يتعدى إلى مشاركة المتدرب مع المدرب لتعميق المفاهيم الخاصة بمعايير حقوق الإنسان وقانون مؤسسات الإصلاح والتأهيل رقم ( 5) لعام 2005م واللائحة التنفيذية، وسعينا من خلال الدورة إلى خلق كوادر وطنية تعي أهمية وجود قواعد قانونية تعطي للنزيل حقوقا بغض النظر عن الجرم الذي اقترفه سعيا منا إلى إدماجهم من جديد من خلال مؤسسات الإصلاح والتأهيل وهي غاية قانون العقوبات وقانون السجون وبالتالي كان التركيز على المعارف في إطار هذا القانون وإطار المعايير الدولية لما يعرف (قواعد مانديلا ) لمعاملة النزلاء .
وأكد العقيد نور الدين الهادي سلام مدير مؤسسة الإصلاح والتأهيل الجديدة الرئيسي (أ) على نجاح الدورة من حيث البرنامج التدريبي المعد والحضور المتميز للمتدربين وتفاعلهم حول ما هو جديد في مسائل تحسين السجون ومعاملة النزلاء وكيفية التصرف معهم في إطار القواعد الدولية لمعاملة النزلاء التي تسمى قواعد مانديلا ولعل قيام المدربين باعتماد برنامج تدريبي في شكل محاضرات وآخر تطبيقي وتقييمي زاد من اهتمام المشاركين بفحوى هذا البرنامج الذي يهدف إلى صقل المهارات والرفع من مستوى الأداء داخل مؤسسات الإصلاح والتأهيل .
فيما طالبت العقيد نجاة بو حليقة مدير مؤسسة الأصلاح والتأهيل الرئيسي للنساء، باستمرار عقد مثل هذه الدورات وتدريب الأعضاء خصوصا أعضاء الشرطة القضائية النسائية العاملات في مجال مؤسسات الإصلاح والتأهيل ( مشرفات الأقسام ) الأكثر تعاملاً والتصاقا بالنزيلات باعتبار أن طبيعة عملهن تتطلب التواجد المستمر ( الغفارة ) إذ تعاني بعض الأعضاء من نقص في مهارات التعامل وكيفية التصرف في بعض الأمور التي تستدعي التدخل مع النزيلات.
وفي السياق ذاته أشاد العقيد خالد جحيدر مدير مؤسسة الإصلاح والتأهيل جنوب طرابلس بحلقات النقاش التي كانت على درجة عالية من الوعيً حيث تناولت عديد من المسائل وتم تبادل الرؤى الفنية من خلال المحاكاة اليومية مع النزلاء واتخاذ القرارات الصائبة التي تتماشى مع قواعد الحد الأدنى لمعاملة السجناء الصادرة عام 1955 والتي طورت عام 2015م ومدى مواكبتنا لهذا التغيير لصالح إدارة مؤسسات الإصلاح والتأهيل العاملة في بلادنا، لتحقيق ذلك لا بد من تأهيل القيادات العليا والوسطى لتجاوز كل الصعاب بما هو متاح .