• • (المُربّي الفاضل والصديق) •  •

“إِن الجهالة ظلمةٌ تغشى الحِمى … وتحيلُ أحرارَ الرجالِ عبيدا

العلمُ نورُ اللّه في أكوانه … جعلَ المعلمَ بحرَه المورودا

 

قول قاله الشاعر عامر بحيري، ليُجسد معلمًا فاضلًا وفقيهًا، لا فقط لبلادنا وإنما للعرب أجمع .

وحديثي اليوم عن (د.الكوني علي أعبودة) المُربي الفاضل، والصديق الوفي، ذو الوجه البشوش والأثر الطيب.

ولد الدكتور الكوني بمنتصف أربعينيات القرن المنصرم، لمدينة الجميل التي تعتبر أحدى أهم مدن الإقليم الغربي، كان الكوني منذ صباه شابًا أحب العلم فوجد ظالته بالمعرفة، حتى تدرج بدراسته وصولًا لعام 1973م حيث نال شهادة الليسانس من “الجامعة الليبية – بنغازي”، ليُعين بعد ذاك معيدًا هناك بعام 1974 ميلادي.

لكنه ما توقف بهذه المحطة من حياته، بل سار في درب الاجتهاد ليتحصل على الماجستير بدايةً بمجال القانون الخاص من “جامعة غرنوبل grenoble” جنوب شرق فرنسا، ومن بعد ذاك أخد دبلوم الدراسات المعمقة في سياسة وقانون التنمية من “جامعة بواتييه Poitiers”، وتليهم الدكتوراه في القانون الخاص من الجامعة ذاتها عام 1982م.

ولم يكتفي بل عاد للبلاد ساعيًا لبناء الأجيال ونقل الرسالة التي سكنت بالفؤاد بكل حب وعطاء، حتى بات أستاذ بكلية القانون-جامعة طرابلس عام 1986م، ومن تلك المواد التي تخصص بشرحها ( فلسفة القانون، المرافعات، مدخل لعلم القانون، نظرية الإلتزام، التنفيذ الجبري)، كما كان ولا يزال يُدرس للآن طلبة الدراسات العليا، وله من المؤلفات ما باتت منهج رسمي للكليات

 

من أعماله ونشاطاته:

-أستاذ لقسم القانون الخاص بجامعة طرابلس سواء لمرحلة الليسانس أو الدراسات العليا

-مدير معهد القضاء ما بين عامِ 2001-2006م.

-مؤلف لعدة مؤلفات وكتب لعل منها “أساسيات القانون الوضعي، قانون علم القضاء، التنفيذ الجبري، التحكيم في القانون الليبي”.

-مشرف على عدد كبير من رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه.

-عضو بالمنظمة العربية للقانون الدستوري.

-شارك بعدة لجان تشريعية وترأس أخرى لعل منها (لجنة وضع مشروع قانون نموذجي عربي موحد في الإجراءات المدنية، ولجنة فبراير المختصة بتقديم مقترح بتعديل الإعلان الدستوري، لجنة جامعة طرابلس لدعم الهيئة التأسيسية، لجنة إعداد مشروع قانون التأمين التجاري والتكافلي، لجنة إعداد مشروع قانون الانتخاب، لجنة إعداد مشروع أملاك الدولة، وغيرهم العديد).

-له عدة أبحاث ومقالات قانونية لا تُحصر.

وهنا نقف ختامًا وبكل إمتنان فقد توجب شكر فقيه القانون الليبي، الذي أفنى دهرًا في سبيل إرشاد الأجيال و الإرتقاء بليبيا ، محافظًا على الأمانة التي حملها على عاتقه بكل شغف و محبة ،مابخل يومًا بعلم و لا عرف طريقًا غير الحق، ، فكان نعم الصديق لمن جاوره، ونعم الصاحب والأستاذ، يد مُعطاة وسند لمن استند عليه، حفظه الله و أدامه فخرًا للوطن الحبيب .

كتابة و إعداد : ميار صلاح الدين.

للعدالة نت